سورة فاطر - تفسير التفسير الوسيط

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (فاطر)


        


{الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2) يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (3) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (4)} [فاطر: 35/ 1- 4].
لله تعالى جميع أنواع المحامد والشكر الخالص على نعمه، فكلمة {الْحَمْدُ} الألف واللام لاستغراق الجنس على أتم عموم، والشكر بعض أنواع الحمد، فيشمله، وحمده تعالى لأنه سبحانه مبتدئ خلق السماوات والأرض، مما يدل على وجوده، وتمام قدرته، واتصافه بالكمال وحده، فهو إذن قادر على إعادة الخلق أحياء مرة أخرى.
واللّه تعالى جاعل الملائكة وسائط بينه وبين أنبيائه لتبليغ رسالاته وغير ذلك، فقد جعلهم رسلا بالوحي ونحوه من الأوامر، ومنهم جبريل وميكائيل وعزرائيل وإسرافيل، ومنهم الملائكة المتعاقبون المتناوبون لتنفيذ أوامر الله، ومنهم المسدّدون لحكام العدل وغيرهم، وقد خلقهم اللّه ذوي أجنحة متعددة، بعضهم له جناحان، وبعضهم له ثلاثة، وبعضهم له أربعة، وبعضهم له أكثر من ذلك وهم شذوذ، ينزلون بها من السماء إلى الأرض، ويعرجون بها من الأرض إلى السماء. فقوله تعالى: {مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ} ألفاظ معدولة من اثنين وثلاثة وأربعة، فهي ممنوعة من الصرف للعدل والتعريف.
وليس هذا بمستغرب أو ببدع في قدرة اللّه تعالى، فإنه يزيد في خلقه ما يشاء، من أجنحة وغيرها، كملاحة العين، وجمال الأنف، وحلاوة الفم، وحسن الصوت، إن اللّه تام القدرة في خلق الزيادة المادية الحسية والمعنوية، فلا يعجز عن شيء.
وبالإضافة إلى تمام القدرة الإلهية، فإنه سبحانه نافذ الإرادة والمشيئة والأمر، فما يعطي اللّه تعالى من خير أو نعمة حسية كرزق، ومطر، وصحة، أو معنوية، كأمن وعلم، ونبوة وحكمة، فلا مانع له، وما يمنع من ذلك، فلا يقدر أحد أن يرسله من بعد إمساكه من الله، بيده الخير كله، واللّه هو القوي الغالب القاهر، الحكيم في قوله وفعله وتدبيره، يضع كل شيء في موضعه المناسب له. فقوله: {مِنْ رَحْمَةٍ} عام في كل خير، يعطيه اللّه لعباده، جماعة وأفرادا، وقوله: {مِنْ بَعْدِهِ} فيه حذف مضاف، أي من بعد إمساكه.
وبما أنه تعالى مصدر الخلق والرزق والإنعام، فيجب تذكر نعمه والإقرار بتوحيده، فيا أيها الناس كلهم، تذكروا نعم اللّه عليكم، واحفظوها بمعرفة حقوقها والإقرار بها، ووحّدوا المنعم بها، فلا خالق غير اللّه يرزقكم من السماء والأرض، ولا إله إلا هو، فكيف بعد هذا البيان الواضح، تصرفون عن الحق: وهو توحيد الله وشكره، وتعبدون هذه الأصنام؟! ثم واسى اللّه رسوله في أنه: إن يكذبك أيها الرسول هؤلاء المشركون ويعارضونك فيما جئت به من توحيد اللّه تعالى، فقد كذبت الرسل السابقون من قبلك من أقوامهم، وعارضوهم وآذوهم، ومصير الجميع في نهاية الأمر إلى اللّه تعالى، فيجازي على ذلك أو في الجزاء، يجازي رسله ومنهم أنت أيها النبي على الصبر، ويجازي أقوامهم على التكذيب، وكلا الجزاءين حق وعدل، ومصلحة ونفع إما للشخص نفسه في الدنيا والآخرة، أو له في الدنيا لتذكيره وزجره.
التحذير من غرور الدنيا:
من الظواهر الواقعية أن الدنيا ملهاة، وتأثيرها بزخارفها على النفوس كبير، والإصغاء إلى وساوس الشيطان خطير، لذا حذر اللّه تعالى منها، من أجل خير الإنسان، وبسبب عرضه على الحساب في يوم القيامة الذي لابد منه، فيكون الناس إما في خير وتنعيم، أو عذاب وعقاب وجحيم، أما أهل الإيمان والعمل الصالح، فلهم مغفرة وثواب كبير، وأما الكافرون، فلهم عذاب شديد. ولا مجال للمفاضلة أو المقارنة بين الفريقين، لعلو درجة المؤمنين، ودنوّ رتبة الكافرين الذين زيّن لهم سوء عملهم، وهذا ما أخبر عنه القرآن الكريم في الآيات الآتية:


{يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5) إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ (6) الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (7) أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ (8)} [فاطر: 35/ 5- 8].
أبانت آيات سورة فاطر في مطلعها ثلاثة أصول إيمانية: الأول- التوحيد الإلهي، والثاني- الرسالة النبوية، وهذا مما سبق بيانهما، والثالث- الحشر والبعث، وهذا موضوع الآيات المذكورة هنا.
يعظ اللّه تعالى جميع العالم، ويحذرهم غرور الدنيا بنعيمها وزخرفها، وينبّههم إلى عالم المعاد، فإن وعد اللّه بالبعث والجزاء حق ثابت لا شك فيه، والمعاد كائن لا محالة، بما فيه من خير ونعيم، أو عذاب مقيم، فلا تلتهوا بمغريات الدنيا ولذائذها عن العمل للآخرة، ولا يغرنكم الشيطان بالله، فيجعلكم في أوهام وآمال خيالية، ولا تلهينكم الحياة الدنيوية.
إن عداوة الشيطان لكم أيها البشر عداوة قديمة ظاهرة، فعادوه أنتم عداوة شديدة، وخالفوه بطاعة الله، واجتنبوا إغراءه بمعاصي اللّه ونواهيه، فعداوته:
بالمباينة والمقاطعة، والمخالفة له: باتباع الشرع.
إنما يريد الشيطان إضلالكم حتى يوصلكم معه إلى عذاب النار الشديد. ويدعو حزبه، أي حاشيته الصاغية له وجماعته الملتفين حوله، ليصيروا من أهل النار، فتكون اللام في {لِيَكُونُوا} لام الصيرورة، لأنه لم يدعهم صراحة إلى السعير، وإنما ترتب على الاستجابة لوساوسه صيرورة أمرهم منه إلى ذلك. والسعير: طبقة من طبقات جهنم، وهي سبع طبقات.
وجزاء فريقي الآخرة معروف، فالذين كفروا بالله ورسوله، وأنكروا الآخرة، واتبعوا وساوس الشيطان، لهم عذاب شديد في نار جهنم، لأنهم أطاعوا الشيطان، وعصوا الرحمن.
والذين صدقوا بالله ورسوله وباليوم الاخر، وعملوا صالح الأعمال من اتباع الأوامر، واجتناب النواهي، لهم مغفرة لذنوبهم وأجر كبير، وهو الجنة، بسبب الإيمان والعمل الصالح.
وفرق كبير بين الفريقين، فكيف يتساوى المحسن والمسيء وكيف يتماثل الذين حسّن لهم الشيطان أعمالهم، ظانين أنهم محسنون صنعا، وأولئك المهتدون على طريق الحق والخير؟ والمراد بمن زيّن له سوء عمله: كفار قريش وأمثالهم. وقوله تعالى: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ} جوابه محذوف، تقديره: كمن اهتدى. ثم واسى اللّه تعالى نبيه عن كفر قومه، ببيان أن من شاء اللّه إضلاله أضلّه، ومن شاء هدايته هداه، بسبب ما يعلم اللّه من استعداد كل واحد لتقبل الخير، أو حبّ الشر، ويجب التسليم لله تعالى في إضلال من شاء، وهداية من شاء.
وأمر اللّه نبيه بالإعراض عن أمر قومه، وألا يهلك نفسه أو يوقعها في الغم والحزن، بسبب عدم إيمان قومه، وإصرارهم على الكفر، وبقائهم في الضلال، فالله عليم بأحوالهم واستعداداتهم، وعالم بما يفعلون من المنكرات والقبائح، فيجازيهم بما يستحقون. وهذا وعيد للكفار، وتهديد، وزجر بليغ، والمراد بقوله: {فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ} ألا تغتم ولا تهتم وتضايق نفسك أو تهلكها متحسرا عليهم، أو حزنا عليهم، لأنهم لم يؤمنوا برسالتك. والحسرات جمع حسرة: وهي همّ النفس على فوات أمر.
والمطلوب بإيجاز: التأكد من الإيمان بالآخرة. والتحذير من وساوس الشيطان، ومن إغراءات الدنيا، والاستعداد للآخرة والنجاة بالإيمان والعمل الصالح.
الاحتجاج على الكفار في إنكار البعث:
إرشادات الحق جل جلاله تحمل كل عاقل على الاستجابة لها، والتفاعل معها، والاقتناع بها، لأنها في الغالب مستمدة من الحس المشاهد أمامه، الملموس لديه، ولا ينصرف أحد عن القناعة بهذه الأدلة والإرشادات إلا بسبب العناد والاستكبار، وتعطيل المواهب والطاقات المودعة عنده. وهذا هو الشأن في الإحتجاج على الكفار في إنكارهم البعث، وهو التأمل بالبلد الميت الذي لا نبت فيه، كيف يخضرّ وينبت بالماء، فتلك حياته، وكذلك إحياء الموتى، أي مثل ذلك ينقلب الميت أو الراكد إلى حياة حركية بإحياء الله، وإعادة الروح لكل إنسان. وهذا ما أرشدت إليه الآيات الآتية:


{وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ (9) مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ (10) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11)} [فاطر: 35/ 9- 11].
هذان دليلان على إمكان البعث والنشور أو إحياء الموتى من القبور، يحتج بهما اللّه تعالى على الكفار، الذين أنكروا البعث من القبور، ويدلهم على المثال الموازي تماما.
الدليل الأول- إحياء الأرض بالماء: اللّه سبحانه وتعالى يرسل الرياح، فتحرك الغيوم حيث يشاء الله، فيقودها إلى بلد ميت لا نبات به، فينزل المطر عليه، فتحيا الأرض بالنبات بعد يبسها، وتصبح مخضرة، تموج بالحركة، وجمال الزرع والشجر، بعد أن كانت تربة هامدة، فكذلك مثله، أي وهذا المثال المعاين أمامكم يكون مثله ويساويه تماما النشور، أي الإحياء من القبور، فكما يحيي اللّه الأرض بعد موتها، يحيي العباد بعد موتهم وصيرورتهم ترابا، لكنّ أرواحهم باقية عند اللّه تعالى.
ومن كان يريد العزة بعبادة الأوثان، ومغالبة الله، فلله وحده العزة الكاملة، أي ليست لغيره، ولا تتم إلا له، وهذا المغالب مغلوب، كما فسره مجاهد، وهذا رد على الكفار الذين كانوا يطلبون العزة بعبادة الأوثان والأصنام، وعدم إطاعة الرسل، فإن العزة كلها في الحقيقة هي لله تعالى.
ومن مظاهر عزة الله: أنه يسمع كلام الناس، ويقبل طيب الكلام، كالتوحيد والتمجيد والأذكار، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والدعاء، وتلاوة القرآن الكريم، والتسابيح والتهاليل، وغير ذلك، ومن أفضل الأذكار: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، واللّه أكبر.
وكما أنه تعالى يقبل الكلام الطيب، يرفع العمل الصالح إليه، وهذا أرجح الأقوال، كما ذكر ابن عطية رحمه اللّه في تفسيره.
وأما الذين يعملون مكائد المكر، وسوء الأعمال في الدنيا، كالتامر على قتل النبي، أو إضعاف المسلمين، ويوهمون غيرهم أنهم في طاعة اللّه تعالى، فلهم عقاب بالغ الغاية في الشدة. ومكر أو تدبير هؤلاء المفسدين يفسد ويضيع، ولا ينفذ، لأن اللّه تعالى يحبط مكائدهم، ويفوّت عليهم ألوان مكرهم.
والدليل الثاني على إمكان البعث: بدء خلق الإنسان، والمراحل التي يمر بها في أطوار خلقه، فالله تعالى ابتدأ خلق الإنسان من تراب، وهو أبونا آدم عليه السلام، ثم جعل تكاثر ذريته ونسله بواسطة سلالة من ماء مهين، حيث صيّر التراب نطفة بواسطة الماء، ثم جعل الناس أصنافا، ذكورا وإناثا، هذا التحوّل من تراب لا حياة فيه إلى خلية حية، إلى إنسان سوي: دليل قاطع آخر على إمكان البعث الذي هو إعادة الحياة مرة أخرى بفعل اللّه تعالى، والإعادة في مفهوم الناس وتقديرهم أهون من الخلق، أما بالنسبة لله تعالى فهما سواء.
ودليل القدرة الإلهية هذا، يصحبه دليل آخر لإتمام الهندسة أو الصنع الإلهي، وهو كمال العلم، فإن اللّه تعالى عالم بحمل أي أنثى في العالم، لا يخفى عليه من ذلك شيء، يعلم بدء التخلق، ووقت الوضع ومكانه وكيفيته.
وحال الإنسان وعمره بعد الولادة مختلف، فما يمدّ في عمر إنسان، ولا ينقص من عمر آخر إلا وهو مدوّن معلوم في اللوح المحفوظ، سواء كان ذا عمر طويل أو عمر قصير، وذلك النظام المرتّب، والمتفاوت لكل إنسان، سهل يسير على اللّه تعالى، لديه علمه جملة وتفصيلا.
ومن المعلوم أن عمر الإنسان محدود، لا يزيد ولا ينقص، وأما ظاهر دلالة الآية على تعمير المعمر ونقص عمر قصير الأجل، فهذا بحسب أحوال الناس وأعرافهم، فإنهم يقولون: فلان قضى عمره، وفلان لم يكمل عمره، والحقيقة: أن لكل واحد عمرا في علم اللّه لا يزيد ولا ينقص.
من أدلة قدرة الله تعالى وتوحيده:
في الوجود أدلة كثيرة على توحيد الله تعالى، وقدرته الفائقة، وإمكانه بعث الناس من القبور مرة أخرى، منها خلق الأشياء المتحدة الجنس، لكنها مختلفة المنافع، مثل إيجاد الماء الملح والماء العذب، إما متجاورين في مكان واحد، أو في أمكنة متباعدة، ومثل تداخل الليل والنهار، وتسخير الشمس والقمر والكواكب المختلفة النيرة في أنحاء السماوات، وكل هذا ونحوه يدل دلالة واضحة على وجود الإله الخالق، المدبر، الواحد، القدير، المهيمن، ويوحي بوجوب الإيمان به عقلا وفعلا، قال الله تعالى منبها على هذه الأدلة:

1 | 2 | 3